Guerres et conflits

Guerres et conflits
Guerres et conflits

آخر المقالات

الأربعاء، 22 سبتمبر 2010

ثلاثون سنة على حرب عبثية

"حرب وقودها العبث بأرواح الناس"  
(الصورة : ضحايا الحرب العراقية الإيرانية
منقولة من موقع شبكة أنباء العراق)



"مجموعة أهم الأحداث" :   ثلاثة عقود مرت على انطلاقة الشرارة الأولى للحرب العراقية الإيرانية . حرب بشعارين متناقضين "قادسية صدام" بالنسبة للعراق و "الدفاع المقدس بالنسبة لإيران" . حرب كادت أن تنسى من طول مدتها والتي تعتبر أطول حرب كلاسيكية في القرن العشرين ومن أكثرها دموية . أكثر من مليون قتيل مليارات الدولارات أكلتها نيران تلك الحرب إضافة إلى أعداد كبيرة من المعاقين واليتامى والأرامل، مستهلكة ومعطلة إمكانات وقدرات البلدين .
ومن أهم الارتجاجات التي خلفتها هذه الحرب اختلال التوازن في المنطقة بعد حرب الخليج الثانية و الثالثة وخروج العراق نهائيا (على الأقل في المدى المنظور) من المعادلة ، لتصبح دولة محتلة و مفككة يقابلها بزوغ شمس إيران كقوة إقليمية لا يمكن تجاهلها لا من الأعداء و لا من الأصدقاء . لا يخفى على أحد أن هذه الحرب التي أكلت الأخضر و اليابس هي حرب استباقية بامتياز ومطلب أمريكي للقضاء على ثورة الخميني في مهدها قبل أن يتقوى شوكتها كما هو حاصل الآن .
إذا كنا من منطلق قومي و انساني وبالمفهوم العامي على "النيف" ، نتضامن قلبا و قالبا مع الشهيد صدام حسين بعد ما حصل له و للعراق الحبيب ، فإننا أيضا نتساءل عن الأسباب التي أدت بصدام حسين في الوقوع في هذا الفخ الاستراتيجي القاتل المنصوب بدقة من طرف الولايات المتحدة لضرب دولتين أهدافهما ، رغم اختلافهما ، لهما نقط تقاطع كثيرة وقبوله ومن حيث يدري أو لا يدري القيام بتلك الحرب الاستباقية و بالوكالة و نيابة عنها (الولايات المتحدة ).
لا يخفى على أحد أن إيران أيدلوجياتها ظاهرها ديني و باطنها قومي يحن بشدة إلى الماضي الإمبراطوري المعروف . وهي تنظر منذ الأزل إلى البلدان المنطقة و خاصة العراق بعيون "زائغة" ، لكن هذا ليس مبررا لدق طبول الحروب و سفك الدماء مجانا ، كما حصل في هذه الحرب.
كان يكفي خلق "توازن قوة و رعب" مع هكذا جار لتكف عيناه الزائغتين على النظر غربا ولكي لا يكثر النظر إلى "نوافذ" و "شرفات" جيرانه ...بدل من حمل مسدس و إطلاق النار عليه بمجرد أن ذالك الجار نظراته ونواياه مريبة.
المؤسف ، أن الولايات المتحدة الأمريكية تقوم حاليا بنفس السيناريو ألا و هو محاولة إشعال المنطقة بحرب استباقية أخرى للجم هذه المرة طموحات إيران النووية وخطرها على بلدان المنطقة كما تريد تسويقه لضرب أكثر من عصفور بنصف حجر: أولا البحث عن من يقوم بتلك الحرب نيابة عنها وحليفتها إسرائيل ، كما حصل بين العراق و إيران ، ثانيا ، إيجاد أسواق لصناعتها الحربية المتعثرة وبالتالي إنعاش اقتصادها ووظائف للعاطلين عن العمل . هذا الإنعاش وقوده سيكون بدون أدنى شك دماء ونزيف الله وحده يعلم مداه...

ليست هناك تعليقات: