Guerres et conflits

Guerres et conflits
Guerres et conflits

آخر المقالات

الأحد، 2 مارس 2014

أوكرانيا : هل يتكرر سيناريو جورجيا ؟

حكام أوكرانيا الجدد لا يتمنون نفس ورطة  
"ميخائيل ساكاشفيلي" 




"مجموعة أهم الأحداث":   يبدو أن سيناريو جورجيا سيعيد نفسه في أوكرانيا. في الماضي القريب ،عندما ظن حاكم جورجيا أن جاره الدب الأبيض صاحب العضلات الفولاذية لم يعود كذلك و أصابه الكبر والعجز وهو خالد للنوم العميق...
وقد شجع هذا الشعور لدى حاكم جورجيا ،ميخائيل ساكاشفيلي ، وشن هجوم قوي و خاطف على اوستيا الجنوبية ، ظنا منه أن ظهره محمي بما فيه الكفاية من أصدقائه الغرب والذي تعهد لهم بإخضاع الإقليمين الانفصاليين وإعادتهما للسيادة الجورجية وهما :  اوسيتيا الجنوبية وابخازيا...  
و لإظهار نفسه لحلفائه الأطلسيين  بأنه الرجل  الحازم و الذي سيعطي لهذا الحلف قوة و حزما في وجه ما تبقى من ارث الاتحاد السوفيتي المنهار . وكانت مشاعر الجورجيون تعلوها نشوة القوة و النصر ظنا منهم أنهم أصبحوا حلفاء حقيقيون للدول  الغربية وحلف"الناتو ولا احد يجرؤ على مساس بهم أو بمكتسباتهم  التي أحرزها رئيسهم  عسكريا ...
و كانوا يظنوا أنهم (أي الجورجيين)  أصبحوا تحت حماية مظلة الحلف الأطلسي القوية ،ولن يجرؤ أي من كان إلحاق الأذى بهم. وكانوا يظنون أيضا  أن الولايات المتحدة الأمريكية سترد لهم الجميل بإرسال قوة جورجيا  لمساعدتها  في العراق ، وكانوا  ينتظرون  الرد بالمثل...
لكن أستيقظ الجورجيون ذات الصباح ليجدوا جارهم الدب الذي كان  بتظاهر بالنوم العميق مكشرا على أنيابه "مجروح" المشاعر من جار متمرد واجب تأديبه . جار ،  كان بالأمس القريب مواطن لإمبراطورية الاتحاد السوفيتي ...   
وبسطت القوات الروسية سيطرتها على كل المناطق التي استولى عليها الجيش الجورجي في هجومه الخاطف ، بل أصبحت القوات  الروسية وطيرانها الضارب يهدد العاصمة الجورجية نفسها و بوادر  انهيار النظام نفسه حتى الرئيس الجورجي نفسه نجا بأعجوبة من قصف جوي  ...
  وتجاهلت روسيا إلحاح الرئيس الجورجي لوقف إطلاق النار ، و أكد الرئيس الروسي حينئذ "ديمتري مدفيديف"  أن العملية العسكرية مستمرة لإجبار جورجيا على الجنوح إلى السلم وبالمعنى الآخر الاستسلام وعدم التفكير مستقبلا في مثل هكذا نزوات غير المدروسة...
ومن تابع المؤتمر الصحفي الذي عقده  الرئيس الجورجي " ميخائيل ساكاشفيلي"، في ذلك الوقت ، يلاحظ المرارة على الوضع الذي وضع نفسه فيه ، و هو يناشد العالم لتدخل لوقف العدوان ، على حسب وصفه . بعد أن تخلى  عنه حلفائه الغربيين  "أو هكذا كان يظن"...
وإذا عدنا للوضع الأوكراني  قد يحدث نفس سيناريو ، حتى لو كانت قوة جورجيا ليست في مستوى القوات الأوكرانيا رغم ذلك لا يمكن لها مواجهة القوة الروسية  الضاربة والتي تبدو أنها استعادت كامل عافيتها في ظل حكم قوي على رأسه رجل مثل بوتين...  
وتكون أوكرانيا في طريقها إلى مواجهة غير متكافئة مع روسيا ، رغم أن السبب مختلف هذه المرة . في حالة جورجيا،  السبب المباشر هو قيام الرئيس الجورجي بنزوة عسكرية غير مدروسة حصد منها الهزيمة والمرارة ...
وفي حالة أوكرانيا  شعور روسيا أن الغرب "يلعب " في عمقه الاستراتيجي ،   لكن في كلتا الحالتين "الجورجي" و "الأوكراني" ، تحولاهما إلى ضحية تجاذب استراتيجي بين معسكري روسيا و الغرب...
وشعور روسيا بقرار عزل حليفها الرئيس "فيكتور يانكوفيتش" ،بأنها  خطوة رئيسية  نحو خروج أوكرانيا من دائرة نفوذها وانحرافها نحو الغرب لا يمكن أن تقبل به روسيا مهما كلفها من ثمن ...
و حكام أوكرانيا الجدد يرتكبون نفس غلطة الرئيس الجورجي إن هم تصوروا أن الغرب أو الولايات المتحدة الأمريكية سيحركون قواتهم لنجدتهم من مخالب دب عادت اليه الحياة بعد أن ظن الكثيرين أنه في سبات عميق...    




حمدان العربي الإدريسي
02.03.2014   

ليست هناك تعليقات: