Guerres et conflits

Guerres et conflits
Guerres et conflits

آخر المقالات

الثلاثاء، 8 نوفمبر 2011

إسرائيل وغلطتها القاتلة


"مجموعة أهم الأحداث" : كثر الضجيج و الحديث عن الضربة الوقائية التي ستشنها إسرائيل على منشات النووية الإيرانية ، حتى أصبح يتخيل أن هذه الضربة هي مسالة ساعات وليس  أيام .
قد يكون هذا  ضجيج و تسريبات متحكم فيها تدخل  في إطار حرب نفسية و جس نبض.  لأن لا يعقل عملية كهذه يكشف عنها مسبقا وتسريب تقارير و بالتفصيل عن الخطط  و سيناريو الهجوم مما يفقد المهاجم عنصر المباغتة وبالتالي فشل الهجوم.
ويمكن أيضا أن تكون خطط وهمية لتفتيت انتباه و تركيز الخصم لتأتيه ضربة من نوع آخر لم يكون ينتظرها . لكن لا يعرف كيف يمكن أن تصل إسرائيل إلى هدفها وتدمير هذا البرنامج المتشتت فوق و تحت الأرض ربما المخفي منه أكبر و أعظم.
رغم أن المتعارف عليه عسكريا الضربات الجوية والصاروخية ،ربما تكون موجعة  ، لكنها غير كافية .  وخير دليل الضربات من هذا النوع الذي تعرض لها العراق وهو في أضعف حال ورغم ذالك لم تحسم الأمور إلا بغزو بري و بمساعدة الجيران والأقربين... وبالتأكيد آخر ما يفكر فيه هذا الكيان ومن ورائه الحلفاء و الداعمين له غزو بري لبلد مثل إيران.      
وهذا لا يعني أن الدولة العبرية لا تفكر بجدية  ليلا نهارا في هذا الهجوم وضرب في الصميم هذه المنشات التي تراها تهديدا حقيقيا لوجودها بالمنطقة . كما كانت ترى في السابق برنامج صدام حسين و لم يرتاح لها بال  حتى أزلته هو وبرنامجه بل وحتى العراق نفسه  من الوجود ...
لكن هناك اختلاف جوهري بين الاثنين ،أي بين سهولة إزالة صدام حسين وبرنامجه النووي وبين برنامج إيران ، الأول حرضت و استعانت بحليفتها الولايات المتحدة و هي في عفوان قوتها و تكبرها الإمبراطوري ودفعت هذه الإمبراطورية ثمنا باهظا في انجرار وراء الهواجس الأمنية لربيبتها المدللة ، أي إسرائيل.
صحيح ، أزيل صدام حسين و برنامجه النووي وأزيل العراق من الوجود لكن الصحيح أيضا  كلفت هذه الإمبراطورية فقدان شرفها و هيبتها في أوحال العراق ثمنا لهذا الانجرار الأعمى ومنذ الحين لا أحد أصبح يعير كثير من الاهتمام لهذه الإمبراطورية ولأنيابها المهشمة .   
بالتأكيد هذا هو أهم العوامل  في التردد واضح من الولايات المتحدة اتجاه دعم الطموحات الجديدة للدولة العبرية في مهاجمة إيران.  لأن أمريكا ينطبق عليها بالتمام و الكمال قصة الشخص الذي لدغه ثعبانا أصبح منذ ذالك الحين  يرى في الحبال ثعابين...
أما إذا نجحت إسرائيل في توريط مرة أخرى راعيها و حليفها في مخططها ، وهذا وارد جدا لأن هناك في أمريكا من يهمه أمن اسرائيل أكثر من امن و مصالح أمريكا نفسها  ، وإذ حدث ذلك تعتبر غلطتها القاتلة... 
المتتبع لهذا الكيان وهواجسه الأمنية منذ وجوده يمكن له إحصاء كل الغلطات التسلسلية الناجمة عن هذه الهواجس ، لأنه يدرك إدراكا متيقنا أن لا مستقبل له في المنطقة .
وأهم هذه الغلطات ، بالإضافة إلى غزو العراق و تفكيكه وبعد أن كانت النظرية السائدة أن أمن الكيان الصهيوني يمر عبر تدمير العراق هناك نظرية جديدة تقول نهاية هذا الكيان يمر عبر العراق المفكك...
لأن الدولة العراقية المركزية تحت قيادة صدام حسين ، أو غيره ،  ورغم عداوة لهذا الكيان لا يجرؤ أحد  على الذهاب بعيدا حفاظا على ديمومة الكراسي والتوريث السائدة في الأنظمة العربية ،  وبالتالي يمكن احتوائهم بدل من منظمات عقائدية  جهادية لا يهمها الكراسي و لا مناصب هدفها الوحيد تحرير كل فلسطين شبرا شبرا .
وهذا ما حدث بالفعل عندما غدرت بالرئيس الفلسطيني الراحل أبو عمار ، رغم التنازلات الباهظة الثمن التي تحصلت عليها منه ، لتجد نفسها في مواجهة فصائل جهادية أذاقتها مرارة الإذلال ، آخرها صفقة الجندي المختطف...
بالإضافة إلى ذالك ، الغلطة القاتلة أخرى عند  اجتياحها بلد عربي آخر و احتلال عاصمته بيروت بهدف القضاء على خطر المقاومة لتجد نفسها في الأخير في مواجهة منظمة حزب الله التي أذاقتها مرارة الهزيمة وكيفية الهروب ليلا وبدون التعجرف والشروط المتعودة عليها، وكيف أصبحت  منذ ذالك الحين تحت رحمة صواريخ لم تكون تتصورها أو تتخيلها من قبل ، صواريخ عرت هشاشة هذا الكيان .  
لذالك يرى المراقبون بأن إسرائيل هي في صدد ارتكاب حماقة أو غلطة العمر في حال قدومها على تنفيذ نواياها تجاه برنامج النووي الإيراني ، لكن المؤسف لن تدفع لوحدها ثمن غلطتها  بل بلدان المنطقة عليها  المساهمة و نصيب في دفع ذالك الثمن لتلك الغلطة القاتلة...    





حمدان العربي الإدريسي
08.11.2011    
  

ليست هناك تعليقات: