Guerres et conflits

Guerres et conflits
Guerres et conflits

آخر المقالات

الأحد، 5 أغسطس 2007

ووقعت الحرب


أفراح و رقص في الشوراع احتفالا و فرحا باندلاع الحرب ...لكن في النهاية أحزان و دموع
و جنازات و خراب و دمار


هكذا نسبت الحرب العالمية الأولى فرضتها على ساسة أوروبا لوائح سكة الحديد، و كان ذالك ذروة يبلغها عصر السكك الحديدية و دون أن ينتظر بلوغها أحد .
كان ل"شليفن" خطة رسمها تعتمد على أنه مادام الحد الفاصل بيت ألمانيا و فرنسا قصير المدى ،و قد أحكم تحصينه في كل من الطرفين ،فان النصر في محاولة اقتحام ذالك الخط غير مضمون ، و حتى لو أمكن ضمانه فانه لن يتأنى في وقت من الأوقات قصير ،إذن فمن الصواب عدم توجيه القوة الألمانية الضاربة إلى هذه المنطقة .
أما إلى الشمال من ذالك الحد ،فتقوم مملكة بلجيكا و تتشكل أراضيها مما يمكن أن تنصب غيره الجيوش الألمانية ،ثم تلتف من وراء الجيوش الفرنسية ،فتحيط بها و تغرقها نارا، إذ يكون الفرنسيون بين طرفي كماشة قاسية .
وكان "شليفن" أطلق على هذه الخطة اسم "كنتي" ،و حفظتها أرشيفات غرفة القيادة الألمانية السرية بهذا الاسم ، و يبدو أن شليفن ، الداهية ،لم يذكر من التاريخ القديم أن "هنيبعهل " بطل "كنتي" ضد الرومان كان هو الخاسر في أخر المطاف ،نعم أن عملاق قرطاجة قد سحق الكتائب الرومانية في تلك المعركة ...و لكن روما قهرته فيما بعد ،و هذا ما تم في حال خطة شليفن .
لم يكن لدى القيادة الألمانية غير ما رسم شليفن ،و لهذا سارعت ألمانيا إلى تنفيذه ،فطلبت الحكومة الألمانية من الحكومة البلجيكية أن تسمح لجيوشها عبور البلاد . وكان طبيعيا أن ترفض بلجيكا هذا الطلب ، فاكتسحتها القوات الألمانية ،و هنا تحركت بريطانيا خشية ازدياد نفوذ ألمانيا في القارة الأوربية و منافستها على استعمار آسيا و إفريقيا .
كانت إمبراطورية النمسا و المجر أبطأ من غيرها كثيرا في السير نحو الحرب ،مع أنها هي التي أثارت الزوبعة ،ومن جانب أخر كان هناك قرار سري بإنشاء حلف بين الدولة العثمانية و ألمانيا مع أن الأتراك كانوا مترددين في تنفيذ ذالك الحلف .
كانوا المحاربون يسارعون إلى وحداتهم و كانت القطارات حاملات الجنود تفرقع على قضبانها إلى حيث تقتضي الخطط المرسومة ن و الجماهير تتظاهر بحماس في كل عاصمة صائحة إلى "باريس" إلى "برلين" ، و البرلمانات تصوت بالإجماع ،تقريبا، على هذا القرار و ذاك .
على هذه الصورة كان يتخيل للحرب كأنها رحلة صيد يطلق فيها بعض الرصاصات ثم يعودوا الجميع إلى أهلهم فارحين ظافرين ، وكانت المفاجئة ،لقد اشتعلت النيران و أكلت الأخضر و اليابس و دفعت الأمم و خاصة الأوروبية ثمنا باهظا في أرواح أبنائها و ارتوت أراضيها بدماء أبنائها ،فالمنهزم منهزم و المنتصر منهزم ،و هكذا الحروب نيران يسهل إشعالها و يصعب التحكم فيها و هي، أي النيران، عنصر حيادي لا تفرق بين شاعلها و المشتعلة من أجله كلهم سواسية أمامها .


عدة مراجع أهمها
كتاب الحرب العالمية الأولى


ليست هناك تعليقات: